الآية الحقيقية في الإعجاز العددي

 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ




يعتقد العديد من الناس أن المتناسقات العددية المكتشفة حديثا في القرآن الكريم هي الآية الوحيدة التي قدمها علم الرقميات لذلك نجد حرص شديد من طرف بعض منتقدي الإسلام الذين اضطروا للاعتراف بصحة هذه الأرقام على نفي مصدرها الإلهي والإصرار على نسبها للعلماء الأمويين والعباسيين لكن ما يغفل عنه هؤلاء أن اعترافهم بصحة هذه المتناسقات هو بمثابة اعتراف بصدق نبوءة القرآن الذي تنبأ بحفظ الذكر
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) سورة الحجر
المسطور في نصوصه
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) سورة ص
لما تحويه هذه الآيات العددية من أدلة قاطعة على صحة ومصداقية ترتيب سور القرآن كما هو الشأن مع تماثل أسماء آدم ونوح وعيسى في سورة مريم القائم على ترتيب سور القرآن
وعلى صحة ومصداقية عدد سور القرآن كما الشأن مع الآيات العددية للنبي نوح
حيث لو تم إضافة أو نقصان أو تغير ترتيب سورة واحدة لفقدت هذه المتناسقات إلى الأبد ولو تم إضافة أو نقصان نص وحيد يحوي كلمة يوم أو يومئذ الخ لضاعت العديد من الآيات والمتناسقات
بل هناك آيات تثبت حتى حفظ عدد حروف القرآن كما الشأن مع آية حرف الطاء
حيث لو تم حذف حرف طاء واحد أو تبديله لانهار هذا التناسق المذهل والشديد الدقة مما لا يدع مجالا في حفظ النص الأصلي للقرآن بغض النظر عن الأخطاء والاختلافات البسيطة في الرسم والتشكيل التي تسببت فيها الإضافات البشرية والتي يمكن تصحيحها بدراسة وتدبر النصوص وحتى بالاعتماد على الآيات العددية نفسها
ورغم كون هذه الحقيقية كفيلة لوحدها بإثبات مصدر القرآن الإلهي إلا أن هناك آية أخرى لا تقل عظمة وحجية ألا وهي تنبؤ العزيز العليم الذي قام بوضع هذه المتناسقات بشكل مبعثر يستحيل معه اكتشفاها دون برامج متطورة في الحساب ببلوغ الإنسان لمرحلة جد متطورة من العلم حتى يتسنى له اكتشاف الأمر بالإضافة لتنبؤه بحفظ نص القرآن حتى بلوغ هذه المرحلة...وهو ما حدث بالفعل حيث ظلت هذه المتناسقات التي لا نجد لها أدنى تلميح أو إشارة في نصوص القرآن مجهولة ومخفية عن العباد طيلة القرون الماضية لتكتشف بمجرد بلوغ الإنسان عصر الحاسوب الذي وفر الوسائل المتطورة في الحساب
وسبحان العلي العظيم الذي صدق وعده

تعليقات