بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من أكثر الانتقادات الموجهة لظاهرة الآيات العددية (الإعجاز العددي) عدم خضوعها لقواعد حسابية واضحة المعالم فتارة يتم اعتماد الكلمة من دون مشتقاتها وتارة أخرى يتم اعتماد المشتقات وفي بعض الأحيان يتم الاكتفاء بمفرد الكلمة وفي أحيان أخرى يتم اعتماد باقي الصيغ بل هناك حالات اعتمد فيها حتى على مرادفات الكلمة كما هو الشأن مع إعجاز البر والبحر المزعوم الذي تتجلى فيه أقصى درجات المزاجية والاصطفائية والرغبة في الوصول إلى الأعداد المرادة مسبقا بشتى الطرق الممكنة
لكن القاعدة لا تنفي الاستثناء وإن كانت هناك بالفعل تناسقات عددية من صنع منزل القرآن فسنلمسها بالتأكيد ونلمس قواعدها الحقيقية في حالة تكرارها في أكثر من حالة
فلنأخذ على سبيل المثال الإعجاز الشهير لكلمة يوم التي ذكرت حسب مكتشفه 365 مرة في القرآن بنفس عدد مرات أيام العام الشمسي والذي لقي اعتراضات كثيرة بسبب اعتماده على عدة معايير اصطفائية للحصول على العدد 365 كما يتبين في هذا المقطع
حيث ذكرت الكلمة بجميع أشكالها 475 مرة في حقيقة الأمر و217 مرة فقط بصيغتها الخالصة بدون جمع ولا مثنى ولا تعريف ولا تنوين ولا ضمائر ولا حروف جر ولا حروف عطف
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) سورة الفاتحة
وما زاد الطين بلة هو عدم اكتفاء صاحب الحسبة بتجاهل مثنى
فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ (203) سورة البقرة
وجمع الكلمة
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ (203) سورة البقرة
بل قام بتجاهل حتى بعض خيارات المفرد
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا (14) سورة السجدة
حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) سورة الطور
هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ (167) سورة آل عمران
ويا ليته تجاهلها جميعا واكتفى بالصيغة الخالصة للكلمة بل اعتمد على الحالات التي تم فيها تريف الكلمة بالألف واللام
إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) سورة يوسف
والحالات التي تنتهي فيها بألف التنوين
وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) سورة الإنسان
والحالات التي تبتدئ فيها بحروف الجر والعطف
وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ (163) سورة الأَعراف
جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ (25) سورة آل عمران
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) سورة المعارج
كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (19) سورة التوبة
فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ (20) سورة الأَحقاف
لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ (29) سورة التوبة
مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ(8) سورة البقرة
والذي يرى فيه البعض قمة الاصطفائية والتلاعب بالأعداد للوصول إلى النتيجة المبتغاة مسبقا...لكن مهلا هل كان هدف صاحب البحث قبل بدايته الوصول أصلا إلى العدد 365 أم إلى العدد 354 عدة أيام التقويم الهجري المعتمد من طرف أتباع الرسالة المحمدية منذ قرون ؟ وبالتالي فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا لو كان الأمر مجرد تلاعب بالأعداد فلماذا لم يتوصل صاحب البحث إلى العدد المطابق لعدة التقويم الهجري ؟ ألا يوحي ذلك بمدى صعوبة المهمة وبالأخص عندما يكون العدد جد كبير حتى باللجوء لأقصى درجات الاصطفائية ؟ ماذا لو كان هذا المعيار بالفعل من عند الله ليدلنا بواسطته على آياته العددية ؟ وبدل البحث بشكل أدق وأعمق في الموضوع للتأكد من الأمر يسارع البعض للنفي واتخاذ الأمر ذريعة للتكذيب
لكن لو نظرنا للأمور بحيادية وطبقنا نفس القاعدة على كلمات أخرى فسنتفاجأ بالنتيجة كما هو الشأن مع كلمة شهر الذي ذكرت بصيغتها الخالصة في القرآن 4 مرات فقط
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (185) سورة البقرة
و 20 مرة باعتماد جميع الصيغ
فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ (92) سورة النساء
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ (197) سورة البقرة
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ (36) سورة التوبة
لكن لو اعتمدنا نفس الخيارات التي اعتمدت في حساب كلمة يوم 365
ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ (103) سورة هود
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) سورة القدر
وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) سورة الإِنْسان
اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ (36) سورة التوبة
أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) سورة القلم
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (185) سورة البقرة
مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (126) سورة البقرة
وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ (97) سورة المائدة
لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ (38) سورة النساء
الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ (194) سورة البقرة
فسنتحصل على الرقم 12 بالنسبة لكلمة شهر
نفس عدد شهور العام الشمسي
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ (36) سورة التوبة
تماما مثلما أسفر حساب كلمة يوم بنفس الطريقة على عدد أيام نفس العام الشمسي
صحيح أنه لم يتطابق من الخيارات العشر التي اعتمدت لحساب كلمة يوم سوى خمس خيارات بسبب عدم ورود كلمة شهر بباقي الصيغ ولم يتجاهل منها سوى مثنى وجمع الكلمة لعدم ورودها بصيغ شهرهم وشهركم...لكن من الصعب التصور أن الأمر مجرد صدفة خصوصا عندما يتكرر الأمر مع كل من كلمتي عام وسنة عند اعتماد نفس الخيارات التي اعتمدت في حساب كلمتي عام وسنة
ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ (103) سورة هود
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) سورة القدر
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ (49) سورة يوسف
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً (26) سورة المائدة
وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) سورة الإِنْسان
اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ (36) سورة التوبة
أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14) سورة العنكبوت
وتجاهل نفس الخيارات التي تم تجاهلها في حساب كلمتي عام وسنة
وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ (203) سورة البقرة
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ (197) سورة البقرة
فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) سورة يوسف
فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ (203) سورة البقرة
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ (92) سورة النساء
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ (14) سورة لقمان
يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) سورة الزخرف
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا (28) سورة التوبة
لنتحصل هنا أيضا على دلالة عددية واضحة وضوح الشمس بتطابق عدد مرات ذكر كلمتي عام وسنة
ولأن الأمر ليس صدفة وأن الصيغ التي تم استثناءها في الحساب تعد بالفعل كلمات مستقلة ومختلفة عن الكلمات المشتقة منها فسنكتشف وجود دلالات خاصة بها كما هو الشأن بالنسبة لكلمة يومئذ التي يشار بها لغويا إلى المستقبل وفي الغالبية الساحقة من النصوص القرآنية
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) سورة الفجر
إلى يوم القيامة
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا (47) سورة الأنبياء
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) سورة الأعراف
وهو ما تم تجسيده بشكل عددي في تماثل عدد مرات ذكر كلمة يومئذ وعبارة يوم القيامة
ودائما باعتماد نفس الصيغ بالإضافة لخيار جر المفرد النكرة بحرف الفاء الذي لم يرد في الأمثلة السابقة
فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) سورة الحاقة
والذي جاء متوافقا وغير متعارض مع الخيارات السالفة الذكر
لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) سورة المرسلات
يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) سورة القيامة
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) سورة الزلزلة
وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ (73) سورة الأَنعام
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ (99) سورة هود
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) سورة الروم
لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) سورة غافر
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) سورة القيامة
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ (92) سورة يونس
فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) سورة الحاقة
هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) سورة ص
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (47) سورة الأنبياء
ونفس الملاحظة بالنسبة لجمع كلمة أيام
فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) سورة فصلت
التي أسفر حسابها اعتمادا على نفس الصيغ على تماثل مع كلمة قمر مع إضافة خيارين جديدين
سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) سورة سبأ
فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) سورة الفرقان
لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ (37) سورة فصلت
متوافقين مع الخيارات السابقة
يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ (254) سورة البقرة
فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) سورة فصلت
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ (17) سورة الفرقان
وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ (47) سورة الحج
سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) سورة سبأ
فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) سورة الفرقان
مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (62) سورة البقرة
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ (33) سورة إبراهيم
لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) سورة إِبراهيم
لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ (37) سورة فصلت
الذي يرمز لعدد أيام دورة القمر حول الأرض كما تم التوضيح في مقال
إذن الأمور أصبحت واضحة وأنه لا يجوز الجمع بين المفرد والمثنى والجمع والكلمات المركبة مثل يومئذ يومهم عامكم إلخ في حساب الكلمات القرآنية...ولا يجب في أي حال من الأحوال الانسياق وراء الإعجازات المزعومة التي تعتمد جميع مشتقات الكلمة كما هو الشأن مع التماثل المزعوم لكمتي ملائكة وشياطين الذي تثبت بطلانه في آخر المطاف حتى باعتماد مشتقات الكلمتين
فالقاعدة القرآنية واضحة وضوح الشمس ونلمسها في أشهر وأوضح التماثلات والآيات العددية كالتماثل الثلاثي الواضح بين أسماء آدم ونوح وعيسى في القرآن
وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ (141) سورة الأنعام
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (33) سورة البقرة
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ (46) سورة هود
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ (59) سورة آل عمران
هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) سورة ص
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (34) سورة البقرة
يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) سورة المزمل
أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ (59) سورة الأعراف
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي (47) سورة فصلت
وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى (84) سورة آل عمران
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) سورة المعارج
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى (46) سورة المائدة
من الانتقادات الموجهة أيضا لظاهرة الإعجاز العددي الاعتراض على اعتماد الألفاظ المختلفة في المعنى في حساب نفس الكلمات كما هو الشأن مع حساب كلمة دنيا التي لم يشر بها في جميع النصوص القرآنية
إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى (42) سورة الأَنْفال
إلى الحياة الدنيا
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ (86) سورة البقرة
وبالتالي يتساءل المعترضون عن الحكمة من اعتمادها في تماثل يربط الدنيا (بمفهوم الحياة الدنيا) بالآخرة
لكن في نفس الوقت من الصعب التصور أن تطابق ذكر لفظي دنيا وآخرة في القرآن بمختلف معاني الكلمتين مجرد مصادفة عابرة خصوصا أن العدد 115 جد كبير للزعم بأنه نتاج الصدفة...ولأن الأمر بالفعل ليس صدفة فسنلمس نفس الظاهرة في المزيد من الآيات العددية ابتداء من حساب كلمة يوم الذي أسفر اعتماده على جميع معاني كلمة بما في ذلك الأيام الغير أرضية
ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) سورة السجدة
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) سورة المعارج
على عدد أيام العام الشمسي كما سبقت الإشارة
ونفس الملاحظة بالنسبة لكلمة يومئذ الذي أسفر اعتماد حسابها على كل من النصوص التي تشير ليوم القيامة
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) سورة الفجر
وتلك التي تشير للمستقبل القريب في الحياة الدنيا
قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ (167) سورة آل عمران
على تماثل الكلمة (بمفهوم يوم القيامة) مع عبارة يوم القيامة
والأمثلة عديدة...وبالتالي فالأمور واضحة هنا أيضا في اعتماد القاعدة القرآنية على اللفظ في المقام الأول بغض النظر عن المعنى
لتتضح الصورة ويتبين أن الخلل الحقيقي في أغلب الإعجازات العددية يمكن في تجاهل قواعد الحساب القرآني في حقيقة الأمر وليس في عدم وجود قواعد ثابتة للحساب
ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى
إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن العزيز العليم
تعليقات
إرسال تعليق